الدور الهام للتسويق الرقمي في صناعة السيارات في المملكة العربية السعودية

بإعتبارها أكبر سوق للسيارات في المنطقة، توفّر المملكة العربية السعودية فرصًا لا تعدّ ولا تحصى للشركات والمستثمرين المهتمّين بهذه الصناعة. يشهد التأمين على السيارات وتأجير المركبات والمبيعات الأساسية لنماذج السيارات زيادة في الإهتمام من قبل المستثمرين والشركات المحليّة والدوليّة.

وفي عام 2022، من المتوقّع أن يتم إطلاق سيارة مصنْعة محليًا حيث تسعى الحكومة السعودية إلى إعادة إختراع الصناعة لجذب شركات صناعة السيارات العالمية. والهدف هو الوصول إلى أكثر من 10 مليارات دولار من الإستثمارات المباشرة بحلول عام 2040، وخلق 27000 فرصة عمل في هذا القطاع. كل هذا جزء من مبادرة رؤية 2030 للدولة، والتي تهدف إلى قيام مصنّعي المعدات الأصلية بتصنيع أكثر من 300 ألف مركبة في البلاد بين عامي 2020 و2030.

في المخطّط الكبير للأشياء، يتمثّل هدف رؤية 2030 في تقليل إعتماد البلاد على صادرات النفط والتأكيد على إمكانية النمو في الصناعات الأخرى في المستقبل. وكجزء من هذا، تقوم الحكومة السعودية بإستثمارات كبيرة في البنية التحتية للطرق، مع خطط لتطوير طريق سريع سعودي-عُماني بطول 680 كيلومترًا بالإضافة إلى طريق الإمارات العربية المتّحدة السريع الدولي المفرق-الغويفات لقيادة نمو صناعة الخدمات اللوجستية.

بالإضافة إلى ذلك، تشجّع الدولة شركات السيارات الناشئة على زيادة عملياتها. لكن الآثار المتبقية للوباء لا تزال محسوسة. تسبّبت عمليات الإغلاق وإغلاق الأعمال في تحول كبير إلى التجارة الإلكترونية والتجارب عبر الإنترنت. وكان هذا هو الحال في صناعة السيارات، حيث أدّى الوباء إلى تسريع مبيعات السيارات ومنتجات وخدمات السيارات الأخرى عبر الإنترنت حيث سعى العملاء إلى تجنب صالات العرض ولم يعد بإمكانهم التصفّح شخصيًا. في الواقع، قبل الوباء، كان 32% فقط من مشتري السيارات منفتحين على الشراء عبر الإنترنت، لكن الآن 61% منفتحون على ذلك.

ونتيجةً لذلك، كان على الصناعة التأكّد من أن التجربة الرقمية التي كانت تقدمها لا تزال تجتذب العملاء وتحولهم من أجل البقاء واقفا على قدميه.

لقد زاد الوباء من اعتمادنا على الأدوات الرقمية والتجارب التي يسهّلها الإنترنت. وبينما نخرج من أعماق عمليات الإغلاق والإغلاق، يجب أن تكون صناعة السيارات مستعدّة للوصول إلى جمهور جديد من المستهلكين المعتمدين رقمياً. إذن، ما هي العوامل التي تشكل كيفية تسويق شركات السيارات لشركاتها اليوم في المملكة العربية السعودية؟

img
التحوّل إلى تجارب الشراء الرقمية

نظرًا لأن مشتري السيارات لم يتمكّنوا من زيارة صالات العرض الفعلية عند التحقق من السيارات التي كانوا مهتمين بها، أصبح نموذج البيع التقليدي عديم الجدوى.

بدأ الناس في التسوّق عبر الإنترنت لشراء كل شيء بدءًا من البقالة إلى الملابس وحتى لوازم السيارات، وكان على تجّار السيارات والشركات الأخرى في الصناعة التكيّف لضمان إمكانية الوصول إلى منتجاتهم وخدماتهم وشرائها عبر الإنترنت. لكن هذا ليس مفهومًا جديدًا تمامًا، لأنه حتى قبل الوباء، كان 88% من المستهلكين يبحثون عن خياراتهم عبر الإنترنت قبل زيارة الوكيل شخصيًا.

وفي هذا الصدد، كانت صناعة السيارات ككل بطيئة في استيعاب تقنيّات التسويق والمبيعات الرقمية. إحدى طرق الإعلان الرئيسية لشركات السيارات هي الإعلانات التلفزيونية. ومع ذلك، لم يعد هذا فعّالاً كما كان من قبل حيث يستمر سكان العالم في تفضيل خدمات البث الرقمي لاستهلاك المحتوى المرئي.

للحفاظ على قدرتها التنافسية حقًّا في سوق السيارات الرقمية أولاً، يجب على الشركات الإستفادة من تقنيات التسويق الرقمي مثل تحسين محركات البحث وخدمات مواقع الويب وتسويق المحتوى لمواصلة الوصول إلى جمهورها المستهدف.

الطلب على تجربة محتوى غني

إلى جانب احتضان العالم الرقمي، أصبح المستهلكون أيضًا أكثر تطلبًا وتمكينًا من أي وقت مضى – الأمر الذي فرض ضغوطًا متزايدة على الشركات لتقديم خدمات متميّزة.

يتوقع المستهلكون تجربة محتوى غني من شركات السيارات التي تحوّلت إلى الإنترنت.

عند التسوّق عبر الإنترنت، يتوقّعون أن يتمكّنوا من الوصول إلى جميع الخيارات المتاحة واستكشافها بدلاً من الاضطرار إلى زيارة أحد الوكلاء. لتوفير هذا النوع من الخبرة، يجب على الشركات التأكّد من دقة أنظمة إدارة المخزون الخاصة بها وأن تجربة العملاء متّسقة عبر نقاط الإتصال المختلفة.

بدلاً من العمل في الصوامع – يجب دمج التسويق والمبيعات وخدمة العملاء والخدمات اللوجستيّة. ويضمن ذلك حصول العملاء على تجربة متماسكة عند التسوّق عبر الإنترنت وربط بياناتهم لتقديم خدمة مبسّطة من المرجح أن تؤدّي إلى البيع.

إن تنفيذ نظام إدارة علاقات العملاء الذي يتّتبع بيانات العملاء ويحدّثها في الوقت الفعلي سيمكّنك من تتبّع أداء الحملة التسويقية، وتخصيص الإتصالات، وتحديد أولويات العملاء المتوقّعين المؤهلّين، والتأكد من أن فرق المبيعات وخدمة العملاء لديها إمكانية الوصول إلى البيانات التي يحتاجونها عند التعامل مع العملاء.

احتضان الاهتمام المتزايد بالتقنيات الناشئة

شراء سيارة ليس قرارًا يتخذه الناس بإستخفاف. أصبحت التقنيات الناشئة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز خيارًا شائعًا بشكل متزايد في صناعة السيارات لأنها تتيح للعملاء المحتملين تجربة إحساس السيارة قبل الشراء.

يمكن أن يؤدّي إستخدام النماذج الثلاثية الأبعاد إلى تحسين تجربة التسوّق بشكل كبير ويؤدّي إلى المزيد من المبيعات. ومن خلال هذه التقنية، يمكنهم تصوّر كيف سيبدو أي طراز سيارة معيّن على الطريق أو إعطاء المشترين عبر الإنترنت جولة افتراضية للتصميم الداخلي للسيارة.

إلى جانب التحوّل نحو التسوّق عبر الإنترنت، من المرجّح أن نرى هذا الاتجاه يستمر في النمو وتشكيل الصناعة في المستقبل. يمكن أن يؤدّي دمج هذه التقنيات الناشئة على مواقع الويب ومنصّات التواصل الإجتماعي إلى تحسين تجربة العملاء الرقميّين بشكل كبير والمساعدة في تسريع عملية إتخاذ القرار بالشراء.